بحث حول الرشوة واثرها على المجتمع

بحث عن الرشوة واثرها على المجتمع

مفهوم الرشوة

مما لا شك فيه أن الرشوة تعتبر قديمة عبر الأزمنة والعصور ومازالت حتى الآن، ما دام هناك غني وفقير وسيد وعبد وقوي وضعيف وأصبحت شيء واضح للجميع، ومعروف لدى المتعلم وغير المتعلم، وكذلك "المرتشي والراشي، هو ما يعطيه الشخص للحاكم أو لغيره ليحمله على ما يريد أو ليحكم له فضلاً عن أن هذه تعتبر ممارسة قبيحة وعمل مشين يستحق الشجب لأنه يشكل خطرا كبيرا على الأمم والأفراد والمجتمعات، وهو ينطوي على مخاطر كبيرة تهدد المجتمعات، وإذا انتشرت في مجتمع ما، فإنها تقوض ركائزه ودعاماته وتنذر بدمار وفساد وأنهيار المجتمع.

مصطلحاتها وألقابها

الرشوة لها العديد من الأسماء والمصطلحات المتداولة، ومجموعة متنوعة من الكلمات الجذابة والعبارات الجميلة مثل: أتعاب أو إكرامية او هدية او مكافئة ... وبالرغم من ذلك تبقى أسمها رشوة قبيحة من حيث محتواها ومضمونها مهما تعددت من الأسماء والمظاهر الملونة.

أسباب انتشار الرشوة في المجتمع

أنخفاض معدل الأجور وأرتفاع الأسعار، مما يساهم في قبول بعض الأشخاص للرشوة، وذلك ناتج عن أحتياجاتهم المادية، وبالأخص إذا أنخفض الوازع الديني لديهم.
كثير من الناس يفتقرون إلى الثقافة العامة بشكل عام، والثقافة في الأمور القانونية أو الإجراءات الإدارية على وجه الخصوص، الأمر الذي يجعل الموظف يستغل هذا الجهل في تعقيد الإجراءات، ويجب على المواطن البسيط أن يدفع رشاوى لتسهيل أموره ومعاملاته.
قلة وضعف الرقابة من طرف الدولة، حيث أن مؤسساتها لا تخضع للرقابة القانونية والمساءلة.
التوزيع غير المتساوي للثروة المالية بين الأفراد، وتركزها في أيدي عدد قليل من الناس، حيث يؤدي ذلك إلى تباين طبقي حاد بين افراد المجتمع، مما يدفع بعض الموظفين إلى كره وحسد الأغنياء لأنهم أكثر ثراء، وبالتالي التعبير عن مشاعرهم من خلال الرشوة من الأغنياء.

السبل والطرق في مكافحة الرشوة

أحقاق المساواة والعدالة في توزيع الفرص بين الأفراد.
حماية وضمان حرية الصحافة وحرية التعبير من أجل التحقيق والكشف عن قضايا الرشوة التي يجب متابعتها بشكل رسمي.
تطبيق طريقة المكافأة والعقاب، من خلال الإشراف على الموظفين، ومراقبة إجراءات متابعة معاملات الموظفين، والذين يتبين أنهم يأخذون رشاوي،يعاقبون على أن يكونوا درسا للموظفين الآخرين، ومن يقوم بالتفاني وتطبيق القوانين في عمله، يكافئ على تفانيه وإخلاصه في عمله وذلك من أجل تحفيزه دائماً على أن يكون في هذا الطريق.
زيادة وتحسين أجور الموظفين، فعندما يشعر الموظف أن راتبه يكفيه في حياته، لاينظر إلى ما يتم تقديمه له من رشاوي من طرف الآخرين.

آثار وأضرار الرشوة على المجتمع

قلة وضعف الثقة بين أفراد المجتمع.
ضعف جودة الخدمات التي يتم تقديمها للناس. فعلى سبيل المثال الغذاء مثلاً عندما يتم أستيراده وتدخل فيه الرشوة فقد يترتب على هذا أستيراد غذاء ذات جودة منخفضة وبسعر قليل وبعد ذلك يتم بيعه للناس، بثمن مرتفع لكي يتم تحقيق أكثر ربح ممكن، ومن ثم أعطاء المواطن إيحائات بأن هذا الغذاء ذات جودة مرتفعة وذلك بسبب أرتفاع ثمنه.
جميع أصناف الفساد التي تكون ناتجة عن تعيين الشخص الغير ملائم في المنصب الغير مناسب في الوظيفة أو في دوائر الدولة أو غيرها.

أنواع وأصناف الرشوة في الإسلام

النوع الاول

وهو الذي يتم فيه أهداء شخص مالاً إلى شخص آخر وذلك بنية وقصد أن يتقرب منه ويتحبب إليه وهذا النوع يعتبر حلال ولا يوجد عليه غبار لكلا الطرفين.

النوع الثاني

وهو الذي يكون فيه الشخص مضطراً لإهداء المال إلى الآخر وذلك بقصد أن يدفع الخوف والضرر الذي قد يسببه له هذا الشخص على سبيل المثال الشخص الذي يهدي المال إلى الحاكم أو المسؤول بهدف أن يتجنب الظلم عن نفسه أو أهله أو ماله وإن حصل مثل هذا الأهداء فهو يعتبر حرام فقط على الذي أخذ أما الذي أعطى فلا يعتبر حرام لأنه بذلك يقوم بوقاية نفسه من الظلم الذي قد يحصل له.

النوع الثالث

في هذا النوع يقوم الشخص فيه بإهداء المال إلى شخص آخر بهدف أن يسوي له أموره التي تكون بينه وبين الحاكم أو المسؤول ويساعده على قضاء حاجته فإذا كانت هذه الحاجة فيها حرام فلا يجوز الإهداء للشخص المهدي كما أنها أيضاً حرام على المهدي له .

وإذا كانت هذه الحاجة مباحة أو حلال

وقام المهدي بالأشتراط على المهدي له بإن يعينه على الحاكم أو المسؤول فلا يكون الاعطاء حلال وأيضاً الأخذ لا يكون حلال

وإذا تم الإهداء أو الأعطاء بعد الأنتهاء من تسوية أمره وقضاء حاجته , يكون بذلك الإهداء حلال لكلا الطرفين